«مراسلون بلا حدود» تدين محاكمة مصوّر مشهد تمزيق صورة الرئيس في المحلة
أدانت منظمة " مراسلون بلا حدود " في بيان لها أمس محاكمة نادر جوهر صاحب شركة القاهرة للأخبار بتهمة بث صور لمظاهرات 6 أبريل الماضي، وعدم حصوله علي ترخيص، معتبرة الملاحقات الأمنية للصحفيين والإعلاميين أمرا معتادا في مصر . وقالت المنظمة إن التغطية الإعلامية لمظاهرات الجوع في مصر تتخللها عدة أفخاخ يقع فيها المحترفون الإعلاميون، لافتة إلي اعتقال عدد كبير من المدونين علي خلفية مظاهرات غزل المحلة، والتي سجل " جوهر " خلالها مشاهد قيام مواطنين محتجين بتمزيق صور الرئيس حسني مبارك ليتقدم اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري (الرسمي) بشكوي ضده، قبل قيام أجهزة الأمن في 17 أبريل بتفتيش الشركة ومصادرة معدات تابعة لقنوات أجنبية تتعاون معها، ويحيله النائب العام إلي المحاكمة في 26 مايو الجاري. وقال " جوهر " للمنظمة إنه ضحية حملة تنكيل تقودها الحكومة المصرية ضد قناة الجزيرة التي يتعاون معها، وأضاف بأنه لا يملك ترخيصاً بالبث منذ عدة أشهر وأن السلطات طلبت منه انتظار تعديل القانون قبل عمله. وقال إن النيابة لم تسمح لمحاميه بالاطلاع علي ملفه لقضاء عقوبة في السجن وتسديد غرامة فادحة، كما وزعت قضيته علي دائرة قضائية بالعجوزة، معروفة لدي الحكومة بإصدار أحكام قاسية بحق الإعلاميين . وكشف تقرير لمركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية عن الفارق الكبير بين مشهد الشارع المصري في 6 أبريل الماضي و 4 مايو، مؤكدا سعي الحكومة المصرية بكل أجهزتها لإجهاض أي تحركات شعبية من قبل الفقراء الذين كفروا بالنظام السياسي ومعارضته الفاشلة ونخبه السياسية المتفرغة للتنظير والبعيدة برؤيتها عن واقع المصريين . وأرجع التقرير الصادر أمس اختفاء الاحتجاج القوي في 4 مايو من الشارع المصري إلي انخفاض درجة الاهتمام الإعلامي بالمقارنة مع 6 أبريل، وتفرغ عدد من الداعين لإضراب أبريل للظهور الإعلامي علي الفضائيات بوصفهم قادة جددا للحركات النضالية، وكذلك موقف الأحزاب السياسية العنيف من قادة الإضراب والداعين إليه، ووصفها لهم " الشباب اللاسع " أو " مجهولي الهوية "، أو اتهام الأحزاب الصغيرة لهم بالخيانة والعمالة لأمريكا، بخلاف موقف جماعة الإخوان المسلمين التي اعتادت ممارسة الانتهازية السياسية في التعامل مع الحركات الاجتماعية الشعبية - علي حد وصفهم- وسعي قادتها للركوب فوق نجاحات المضربين أو المحتجين مقابل تبرئها من أفعالهم بوسائل الإعلام المختلفة، مقابل محاولة الجماعة استخدام حركة الاحتجاج الشعبي في دعم مواجهتها مع النظام . واعتبر المركز غياب الإخوان عن إضراب 6 أبريل أول أسباب نجاحه مقابل فشل إضراب 4 مايو بسبب مشاركتهم التي امتنعت أحزاب عن دخوله بسببها، ولفت التقرير إلي تصريح وصفه بالهزلي لأحد شباب " الفيس بوك " نصب نفسه قائدا لمجموعة 6 أبريل عن رحيل الحكومة وتسليمها البلاد للجنة وطنية مؤقتة تضم الإخوان، العمل، الكرامة، الاشتراكيين الثوريين، كفاية، مندوب المؤسسة العسكرية، مندوب للكنيسة، وآخرين للعمال والفلاحين والموظفين، متهما صاحب الفكرة بالسطحية والخيال .وأكد التقرير استفادة النظام من خطأ أجهزته الأمنية والإعلامية في 6 أبريل، لتغيب الهستيريا المروعة للشعب عن 4 مايو ويبدو الشارع المصري طبيعيا، عدا ظهور 114 تشكيلا أمنيا بالمحلة الكبري حوّل قادتها سيارات الداخلية إلي مقاه للتسلية. وانتهي التقرير إلي تأثير إعلان الرئيس مبارك منحه العاملين بالحكومة علاوة قدرها 30 % من الأجر الأساسي قبل أن تعلن الحكومة رفع الأسعار لتوفير أموال العلاوة ذاتها، ومسئولية دعاة إضراب مايو عن خطأ اختيار التوقيت ليبدو الشارع خاليا منهم أيضا، وتظل حاجة المجتمع المحتقن إلي الاستقرار والتنمية أكثر بعدا عن نظر المسئولين . <
المصدر جريدة البديل
0 تعليقات:
إرسال تعليق