عن جريدة "الدستور"
في أول تعليق لها على واقعة الاعتداء عليها بأوامر من شرطة كفر الدوار، وصفت ماجدة عدلي ما حدث "بالبلطجة"، مفسرة ذلك بأن "المباحث تتعامل مع بندر كفر الدور باعتبارها جزيرة خارج كوكب الأرض، تعمل فيها ما بدا لها دون حسيب أورقيب... وإحنا بنقول مش ح يحصل، ح نفضل نأدي واجبنا في فضح جرائم التعذيب، ومتابعة القائمين بها والمتورطين فيها، حتى ينالوا عقابهم".
وكانت نيابة كفر الدوار قد أصدرت السبت الماضي قرارها بحبس مجند الشرطة أحمد عنتر إبراهيم 15 يوما على ذمة التحقيق في البلاغ المقدم من محامي مركز هشام مبارك للقانون ومجموعة المساعدة القانونية يتهمون فيها المجند بالاعتداء على الدكتورة ماجدة عدلي الطبيبة ومديرة مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف بمحكمة كفر الدوار الأسبوع الماضي بتحريض من رئيس مباحث قسم كفر الدوار الرائد أحمد مقلد، مما أسفر عن إصابات في وجهها وكسر بالكتف نقلت على أثره للمستشفى، وذلك لمنع وفد المنظمات الحقوقية من القيام بدوره في التضامن مع عائلة كاملة تعرضت للتعذيب على يد ضباط قسم كفر الدوار.
إصرار ماجدة عدلي على القيام بواجبها نابع من إيمان حقيقي بأن تحرير البشر من الخوف من التعذيب والاعتقال أولى الخطوات نحو التعيير الحقيقي لأي مجتمع، هذا الإيمان هو ما دفعها للانخراط في الحركة الحقوقية منذ عام 1994 مع مركز النديم، ثم العديد من النشاطات والفعاليات الأخرى في مجال مناهضة التعذيب، فساهمت عام 2003 في تأسيس الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب، كما ساهمت في إعداد العديد من التقارير والدراسات التي تفضح جرائم التعذيب في مصر، ومؤخرا ساهمت مع عدد نشطاء المجتمع المدني والقوى السياسية في تأسيس مجموعة "مصريون ضد التعذيب"، التي تقول عنها الدكتورة ماجدة أن السبب في تأسيسها هو "التصاعد الكبير لجرائم التعذيب والقتل في أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز"، أضافت عدلي سببا آخر لتأسيس المجموعة هو أن قضية التعذيب "يجب ألا تكون معركة المجتمع المدني فقط، بل يجب أن تكون كل الناس"
نشاط ماجدة عدلي ضد التعذيب نابع أيضا من تاريخ طويل من الاهتمام بالعمل العام وقضايا وهموم هذا الوطن، فقد انخرطت الدكتورة ماجدة عدلى أثناء دراستها الجامعية في الحركة الطلابية في السبعينات، وتم اعتقالها في انتفاضة 18و19 يناير 1977 وقضت في المعتقل عاما ونصف، خرجت بعدها أكثر صلابة وإصرار على مواصلة الكفاح ضد الفساد والاستبداد، فانخرطت في صفوف حزب التجمع اليساري، وخاضت على قوائمه انتخابات مجلس الشعب عن دائرة شبرا الخيمة (ثان) عامي 1984 و1987، كما اهتمت لنفس الأسباب بالعمل النقابي، ومؤخرا شاركت مع زملاءها الأطباء والطبيبات في تأسيس مجموعة "أطباء بلا حقوق" للدفاع عن حقوق الأطباء في أجر عادل وشروط عمل أفضل.
وإذا كانت آلة تعذيب الداخلية فشلت في إرهاب المناضلين والمواطنين وكتم صرخاتهم ضد النظام، فمما لاشك فيه أن نضال ماجدة عدلي ورفاقها ضد التعذيب والممارسات القمعية أصبح يرهب النظام ويعريه لأن "هذا النظام أفلس من كل الجوانب ولم يعد لديه ما يقدمه للناس سوى القمع والإرهاب"، كما تقول ماجدة عدلي
مواليد: 1955بكالوريوس طب وجراحة: 1980مديرة مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف
0 تعليقات:
إرسال تعليق