الإسكندرية: أحمد صبري
فجر مركز ضحايا لحقوق الإنسان بالإسكندرية في مؤتمره الصحفي مساء أمس الأول مفاجأة باستضافته عددًا من الحالات التي تعرضت للقهر من قبل النظام المصري في لقاء بعنوان «ضحايا الحرية والخبز في مصر».كان من بين نماذج اللقاء الذي حضره عدد من مندوبي وكالات الأنباء والصحف العالمية والقنوات الفضائية اثنان من جماعة الإخوان المسلمين الذين برأتهم المحكمة العسكرية مؤخرًا وهما أسامة شربي وكيل نقابة الزراعيين بالإسكندرية وجمال شعبان «موظف» وفجرا مفاجآت عديدة وكشفا عن تفاصيل دقيقة للمحاكمة لأول مرة.قال شربي: تمت إحالتنا للمحاكمة العسكرية دونما تحقيق في النيابة العسكرية كما يقضي القانون كأولي المخالفات.. بعدها تمت إحالتنا من قِبل النيابة بتهمة غسل الأموال مخالفة للقانون أيضًا الذي يشترط أن تكون الإحالة والبلاغ بتهمة غسل الأموال من لجنة مشكلة من البنك المركزي.وكان أساس الاتهام في قضيتنا هو التحريات التي أجراها عاطف الحسيني مقدم أمن الدولة شمل الاتهام العديد من الشخصيات بـ 9 محافظات فضلاً عن آخرين مقيمين خارج مصر موزعين علي 5 قارات في العالم.. وسألنا الحسيني أمام المحكمة:من قام بالتحريات في القضية؟.. قال: أنا.. فسألناه من شاركك؟.. قال: كنت لوحدي.. قلنا له لقد أقسمت يمين الله.. هل تستطيع لوحدك أن تُجري تحريات عن متهمين في 5 قارات بالعالم و9 محافظات بمصر.. قال: نعم.. قلنا له: طيب هل عندك سائق يتنقل بك بين المحافظات؟.. قال: لا.. أقود سيارتي بنفسي!.. وهكذا.ورغم ذلك اقتنعت المحكمة بصدق التحريات علي أساس أن الحسيني رجل خارق».. ثم سألناه: هل استأذنت جهاز المخابرات العامة في إجراء تحريات عن متهمين بالخارج؟.. قال: لم أستأذن أحدًا.واستطرد: لم نستسلم وواصلنا توجيه الأسئلة للحسيني أمام المحكمة وكان سؤالنا العملي هو: هل تعرف عنوان المتهم فتحي الخوالي بالسعودية.. أجاب: هو مقيم بالسعودية.. وكانت المفاجأة أنه لم يتعرف علي وظيفة أحد المتهمين داخل مصر حيث قال عن الدكتور فريد جابر إنه طبيب رغم أنه أستاذ بكلية الشريعة جامعة الأزهر.وأما جمال شعبان المتهم الثاني السكندري الحاصل أيضًا علي البراءة فقال أنا مجرد موظف ولست رجل أعمال ومع ذلك اتهموني بغسل الأموال.. وكشف شعبان أن ضابط أمن الدولة اقتحم شركة سلسبيل التي كان يعمل بها ووجده ولم يكن مطلوب القبض عليه فتحدث تليفونيا مع رئيسه وقال له: «لقينا واحد نجيبه؟» فقاله: «هاته». وقد كان فتحولت إلي متهم بسبب هذه المكالمة التليفونية البسيطة.وأضاف شعبان: كيف يتم الاتهام بغسل الأموال دون دليل واحد وأين التحويلات البنكية للمبالغ المالية من الخارج للداخل أو العكس؟.. لا يوجد.. طيب أين الشيكات التي تم صرفها أو تحصيلها لمبالغ الأموال المغسولة؟ لا يوجد.. طيب أين المتهم الذي تم ضبط شنطة معه يهرب بها عبر الحدود بأموال لغسلها.. لا يوجد».كل الاتهام في القضية مبني علي مذكرة تحريات مقدم أمن الدولة عاطف الحسيني التي سردها وهو قابع فوق كرسي مكتبه وقام بتأليف أحداثها في حبكة درامية يحسده عليها كتاب ومؤلفو القصص الخيالية.وكشف الدكتور إبراهيم الزعفراني - الناشط الحقوقي والأمين السابق لنقابة الأطباء - عن أن المقدم عاطف الحسيني كان شاهد الإثبات الوحيد في القضايا الأربعة التي تمت إحالتهما للمحاكم العسكرية منذ عام 95 وكان برتبة نقيب.. وهذه القضايا هي: القضية العسكرية رقم 8 لسنة 95 و11 لسنة 99 و17 لسنة 2000 وأخيرًا قضية عام 2008.. وعلق الزعفراني: «يبدو أن ما عندهمش غيره.. أو أنهم يروه سوبرمان».نموذج آخروواصل مركز ضحايا عرض حالات المقهورين من خلال محمد السيد وهو شاب ماتت أمه حرقًا بسبب مشاجرة في طابور العيش.. قال: «أمي راحت ضحية الحكومة عندها 62 سنة واسمها «السيدة جابر حجازي» وكانت كل يوم في الفترة الأخيرة تصحو 7 صباحًا وتذهب إلي فرن «مصطفي» بشارع دربالة بمنطقة فيكتوريا بجوار منزلنا وتنتظر حتي يبدأ البيع في الثامنة.. لتعود منهكة القوي في الثالثة عصرًا وكثيرًا ما عادت دون الحصول علي الخبز لأنها عندما تصل إلي الشباك يكون الفرن قد أغلق وشطَّب.وفي يوم 14 فبراير الماضي كان أحد البلطجية ويدعي علي محمد السيد - مسجل خطر عمره 24 سنة - يتشاجر مع أصحاب الفرن بسبب رغبته في الحصول علي كميات أكبر من الخبز ليبيعها في السوق السوداء فطردوه فما كان منه إلا أن أحضر 4 جراكن بنزين وأسرع نحو الفرن يتوعد أصحابه بالحرق فابتعد الناس من الطابور إلا أمي التي تشبثت بدورها وخشت الابتعاد فتخسر دورها في حين أقنعت نفسها أنه مش معقول حيعمل كده أكيد بيهدد بس».. هكذا أخبرتنا قبل وفاتها.. وكان أن نقلت إلي المستشفي الجامعي الرئيسي حيث ساءت حالتها وأصيبت بحروق خطيرة بمختلف أنحاء الجسم والوجه ولم تتحدث معنا إلا للحظات.وسألت «البديل» محمد ماذا تفعلون الآن هل يذهب أحدكم للفرن ويقف في الطابور.. أم أنكم تعلمتم الدرس وابتعدتم عن عيش الأفران؟قال: مراتي بتروح وبتقف طول النهار زي أمي بالضبط.. ما نقدرش نستغني عن العيش.. ده أكتر حاجة ممكن تملأ بطوننا وتشبع عيالنا بعد أن وصل سعر كيلو المكرونة والأرز 4 و5 جنيه».ابن عم قتيل المحلةوكشف كريم صبري ابن عم أحمد مبروك حميدة شهيد أحداث المحلة أن الشهيد ووالده نزلا لاستطلاع الأحداث مساء الاثنين 7 أبريل وسمع الوالد ضابط العمليات الخاصة يأمر العساكر: إضرب إضرب.. ففوجيء بطلقتين تخترقان جسد نجله إحداهما بالخد الأيمن والأخري بمؤخرة الرقبة وسقط قتيلاً.وأضاف كريم: لم يحدث كما نشرت بعض الجرائد القومية - أن جاء لنا وزير التضامن وأعطانا ألف جنيه بل لم نر مسئولاً نهائيا ولم يتحدث معنا أحد.. فقط رأينا في الجنازة رجال شرطة بزي مدني يحملون الطبنجات وأجهزة اللاسلكي.وتابع كريم: «لنا ثأر مع النظام ولن نتقبل العزاء قبل رحيل هذا النظام وتغييره» «ولسنا وحدنا فمعنا أهالي ضحايا العبارة ومحرقة بني سويف وقتلي السرطان».وكشف محمد سعيد - 32 سنة - ومقيم بمنطقة الظاهرية بالإسكندرية عن تعرضه لانتهاك عرضه من قِبل ضابط يدعي أحمد عبد الرحمن عطا - بإدارة مكافحة المخدرات - اقتحم منزلهم بصحبة قوة من المخبرين ليبحث عن شقيقه المتهم في قضية مخدرات - تعاطي - فحطموا باب المنزل وبعثروا محتوياته واستولوا منه علي 2700 جنيه وفوجئت بالضابط المذكور يصفع أمي المسنة علي وجهها ويشتمها بأبيها وأمها فنهرته فكان أن أمر مخبريه بتجريدي من ملابسي وأنزلوني الشارع عاريا واصطحبوني لمديرية الأمن وأخذوا يضربونني لمدة 5 أيام متصلة - وكان ذلك أواخر عام 2007 - ثم أطلقوا سراحي بعد ذلك بعدما ألبسوني فانلة بحمالات ممزقة وشورت أبيض وتركوني بالشارع حافيا بلا حذاء ولا مال وعدت من مديرية الأمن بسموحة سيرًا علي قدميي لأنه لم يكن معي فلوس أركب مواصلات وهكذا بعدها داوموا التعرض لي ولأهلي وسبي بأقذع الألفاظ وحاولوا تلفيق قضية لي لكنني حصلت علي البراءة.. علمًا بأني حاصل علي مؤهل عالٍ بكالوريوس سياحة وفنادق» وبكي محمد أمام الحضور وقال: «ألجأ لمين في البلد ديه.. قولو لي يا ناس»
الثلاثاء، 22 أبريل 2008
جريدة البديل اليومية تنقل وقائع المؤتمر اتلصحفي لمركز ضحايا
بواسطة
مدونة يلا نفضحهم
كتبت في
1:15 ص
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Search
Categories
تعذيب مواطن وتكسير عظامه امام زوجته وبناته وضرب زوجته
ماذا ستفعل إن طالبك ضابط بإظهار بطاقتك في الشارع ؟
الأرشيف
مدونوا المركز
- د/ابراهيم الزعفرانى - من الذاكرة
- م/هيثم ابوخليل - متر الوطن بكام
- محمود السيد.. فين الوطن؟
- عمرو سلامة .. لسه عايش
- حمادة عبد الستار
- محمد عصفور - المواطن المطحون
- اسلام رفاعى - بحب مصر
- اميرة محمد - انها أساطير الخريف
- حسام الغمرى - اخ جامعة
- محمد عبدالجليل - سحابة وتعدى
- ابوزياد الفاتح
- حسام يحيى - صو ت الحرية
- شقاوة شعب
- عاشقة البنا
- ابوعمر المصرى
- كريم حسين - كده او كده
- مدونة الشارع الفلسطينى
- الفجرية
- محمد خيرى - جر شكل
- هانى جابر - بحب الحرية
- سارة بندارى - انا محظورة
- عبد الرحمن فارس - لسانى هو القلم
- فاروتا المصرى
- محمد عبد الكريم
- مدونة هى فوضى
- حمادة زيدان
- سمية بنت البنا
- ابوزيد عبد الفتاح - صفر على الشمال
- أوعى تخاف .. النجم القادم
2 تعليقات:
افضحوهم فى كل مكان ...لانهم اهانوا شعب بالكامل هؤلاء خرجون عن القانون بكل المقاييس وسوف يأتى حساب الشعب قويا وشديدا ضد من اهانوه وعذبوه
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله مش لاقيه كلام أقوله على اللى قرأته دا كله غير انى أدعى على الظالمين فى كل وقت وفى كل مكان اللهم انتقم منهم ياااااااارب اللهم انتقم للمظلومين يااااارب أزل كل من أراد لأى مسلم زل
إرسال تعليق