اعتبر مركز «واشنطن لدراسات الشرق الأدني» أن عدم احترام النظام المصري حقوق الإنسان، سيجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، علي الرئيس الأمريكي المقبل أياً كان أن يستمر في تقديم المساعدات الاقتصادية لمصر، لاسيما في ظل رغبة أعضاء الكونجرس القوية في إرسال «رسالة قوية» للقاهرة في هذا الشأن.
وأشار المركز في تقرير أعده الباحث «سكوت كاربنتر» إلي الحكم بالسجن لمدة عامين الذي صدر ضد الناشط المصري سعدالدين إبراهيم بتهمة الإساءة لسمعة مصر، مشيراً إلي أنه تم إطلاق إبراهيم قبل ذلك بعد إدانته بتهم مماثلة نتيجة لربط الولايات المتحدة تقديم المعونة بإطلاق سراحه.
وأكد التقرير أنه سيكون علي الإدارة الأمريكية أن تبذل جهوداً مكثفة من أجل الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية المشروطة إلي القاهرة، مشيراً إلي أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أكدت أن من يثيرون الطلبات حول تخفيض أو إلغاء المعونة لمصر يحرجون الإدارة الأمريكية و«شريكها الاستراتيجي».
وأشار التقرير إلي أن مصر تعتبر المعونة الأمريكية بمثابة مسألة «رمزية» مرتبطة باتفاقية كامب ديفيد لإرساء السلام بين مصر وإسرائيل، ولكن مع تقليص المساعدات وزيادة الشروط المرتبطة بها فإن جاذبية المساعدات تقلصت بالنسبة للقاهرة، حتي إن البعض بدأ ينصح بالتخلص من المعونة الاقتصادية في إطار علاقات أكثر نعومة بين الطرفين.
ورأي التقرير أنه بوسع القاهرة أن توقف كل تلك التطورات السلبية إذا ما ظهرت قيادة مصرية قادرة علي تقديم رؤية واضحة لمسيرة البلاد يمكن لواشنطن فهمها وتأييدها، وهو ما يجعل تخفيض المعونات العسكرية الخطوة الوحيدة لإظهار حالة عدم الرضا الأمريكية.
,وأضاف التقرير أنه علي الرغم من أن المفاوضات بين الجانبين المصري والأمريكي حول المعونات تخلق مرارة بين الجانبين فإنهما يبدوان حريصين علي استمرارها.
0 تعليقات:
إرسال تعليق