مركز ضحايا :- على وزراة الداخلية رفع الغطاء عن المجرمين وتقديمهم للعدالة ...... مركز ضحايا :- متى يعيش المصرى امنا على نفسه وروحه وماله واهله فى وطنه ... للتبليغ عن حالات التعذيب والانتهاكات: الاتصال على الخط الساخن 0166885063

الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

صحيفة بريطانية :- مبارك وموجابي نموذجان لممارسة القمع وضرب الحريات المدنية


رغم مرور بضعة أيام علي زيارة الرئيس مبارك إلي جنوب أفريقيا ووصف الصحافة الحكومية لهذه الزيارة بأنها تاريخية إلا أنها استرعت انتباه صحيفة «ميل آند جارديان» البريطانية فوصفتها بأنها تاريخية ولكن من ناحية أخري.
لقد وفرت زيارة الرئيس حسني مبارك التاريخية إلي جنوب أفريقيا للرئيس ثابو مبيكي فرصة لمناقشة الحاجة والضرورة لإجراء إصلاحات ديمقراطية في مصر.


ولكن في ضوء الصفقات الاقتصادية التي تمخضت عنها الزيارة بين البلدين وعرض مصر لتزويد جنوب أفريقيا بالموارد البشرية اللازمة أصبح السؤال هل يتحمل مبيكي التضحية بمصالح بلاده الاقتصادية العاجلة مع مصر من خلال توجيه انتقادات لــ «مبارك» حول انتهاكات حقوق الإنسان في مصر؟!.


إن الدبلوماسية الهادئة التي يتبناها مبيكي تعرضت لانتقادات واسعة خصوصاً في زيمبابوي، حيث أنها استغرقت تقريباً عقداً من الزمان حتي تمهد الطريق من أجل مفاوضات للحكم الديمقراطي في ذلك البلد.


ومثلها مثل زيمبابوي تتمتع مصر بواحد من أسوأ سجلات حقوق الإنسان في العالم، ومبارك مثله مثل روبرت موجابي

واحد من أكثر من بقوا في مقعد السلطة في القارة الأفريقية، وكل من موجابي ومبارك كانا في وقت من الأوقات أبطالاً في في بلديهما وفي أفريقيا عموماً، إن عدم رغبة كل من مبارك وموجابي في ترك كرسي السلطة قد أدي بكل منهما لاستخدام أجهزة الدولة لممارسة القمع وضرب الحريات المدنية.


في يوليو 2005 قام مبارك بتعديل الدستور المصري بحيث يسمح بإجراء انتخابات رئاسية متعددة المرشحين، كما قام بالإعلان عن تخليه عن قانون الطوارئ في 1 يونيو 2005 كلا التحركين يمكن وصفهما بأنهما علامتا تحول في التاريخ المصري وقفزات مهمة نحو الديمقراطية، ولكن هذه التصريحات لم يترجمها مبارك إلي تقدم ملموس نحو نقل مصر إلي الديمقراطية، ويعكس ضعف الإقبال المتدني في التصويت بنسبة 23% في إعادة انتخاب مبارك للمرة الثانية في سبتمبر 2005 وضعف الإقبال في التصويت بنسبة 27% في الاستفتاء الدستوري في مارس 2007 فقدان المصريين أي أمل في تحقيق الإصلاح والديمقراطية علي يد مبارك.


كما أن السماح بتكوين أحزاب سياسية مازال خاضعاً للموافقة الحكومية ولم يتم التخلي عن قانون الطوارئ رغم وعود مبارك بتحقيق ذلك، فمصر مازالت تعاني حالة الطوارئ منذ عام 1981، نعم بمساعدة قانون الطوارئ نجحت الحكومة في اقتلاع الإرهاب بعد اغتيال أنور السادات الرئيس السابق علي مبارك وفي كبح الهجمات الإرهابية علي السياح في أواخر التسعينيات، ولكن الآن يستخدم قانون الطوارئ للعدوان علي الخصوصية الفردية والحريات، فعلاوة علي استخدام قانون الطوارئ في منع المظاهرات والتجمعات العامة التي لا توافق عليها الحكومة فإنه بمثابة عصا غليظة للأجهزة الأمنية تستخدمها في البحث عن واعتقال الناس بدون تهمة لفترات مطولة وتحويل المدنيين لمحاكم عسكرية وإلصاق التهم بهم.


لقد كان متوقعاً من جنوب أفريقيا وموقعها القوي تجاه انتهاكات حقوق الإنسان أن تتحدث مع مبارك حول الإصلاح السياسي في مصر، ولكن يبدو أن المصالح الاقتصادية أصبحت تطغي علي المصالح السياسية، فإذا وضعنا في الاعتبار حاجة جنوب أفريقيا الشديدة للعمالة الماهرة ومسرورها بأزمة طاقة فإن مصالح جنوب أفريقيا الاقتصادية في مصر أصبحت تفوق حاجتها لممارسة ضغوط من أجل الإصلاحات السياسية هناك.


مرة أخري نقول إن مبيكي يستحق المديح لنجاحه في حفز موجابي للجلوس علي طاولة المفاوضات مع مورجان تشانجراي زعيم حركة التغيير الديمقراطي رغم أن هذا استغرق منه تقريباً 10 سنوات.


في الوقت الحالي لابد أن تكون علاقات جنوب أفريقيا مع مصر بها توازن أو بمعني آخر توازن بين تحقيق المصالح السياسية والاقتصادية كتمهيد لإعداد المسرح لإصلاح سجل حقوق الإنسان.

0 تعليقات: