انتقد عدد من السياسيين والحقوقيين والتربويين قرار مدير التربية والتعليم بالأقصر الخاص بحرمان الطالب صفوت أحمد بمدرسة التعليم الفني الصناعي من أداء بقية الامتحانات بسبب توجيهه انتقادات لما أسماه بالحاكم الظالم والشعب الجبان في ورقة الإجابة .وشددوا على أن هذا القرار يعد انتهاكا لحرية الرأي والتعبير ، وخاصة أن الطالب لم يذكر من هو الحاكم الظالم ومن هو الشعب المستبد ، ومن ثم فلا تعد إجابته سبا وقذفا لأحد ، مستنكرين تحول المراقب في الامتحانات إلى جاسوس على الطالب يتصيد له الأخطاء ، بدلا من ترك هذا الأمر للجنة التصحيح بعد الانتهاء من الامتحانات بالكامل.من جانبه ، وصف ضياء رشوان مدير وحدة النظم السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية قرار مديرية التربية والتعليم بالتهريج ، لأنه كان لابد من التحقيق مع الطالب أولا لمعرفة ماذا يقصد ومن هو الشعب الجبان ومن هو الحاكم الظالم للتأكد من صحة هذا الاتهام ، مشيرا إلى أنه حتى لو صحت هذه الاتهامات فإنه لا يجوز حرمان الطالب بهذا الشكل من أداء بقية الامتحانات.وشدد على أن هذا الحرمان يمثل اعتداء صارخا على حرية الرأي والتعبير ، لأن ما قاله الطالب لا يدخل في عداد السب ، ولكنه قدم وصفا لشيء يراه هو ، ومن ثم كان ينبغي على المديرية أن تدرس حالة الطالب النفسية والاجتماعية والاقتصادية ، لأن هذه الظروف هي التي دفعته لكتابة مثل هذه العبارة.وقارن رشوان بتهكم بين هذه الواقعة وما يحدث من تسريب للامتحانات وحالات غش جماعي وتكوين لجان امتحانات ملاكي لأبناء المسئولين ، متسائلا : هل هذا الأمر يمثل خطورة مثل ظاهرة تسرب 75% من طلاب المدارس من مراحل التعليم المختلفة ، وهل القانون يحرم حرية الرأي والتعبير ، مشددا على أن حرمان الطالب من دخول باقي الامتحانات هو إجراء قاس بالطبع.واعتبر عبد الغفار شكر القيادي البارز بحزب التجمع أن الطالب قد أخطأ لأن ورقة الامتحان غير مخصصة لكتابة آراء ومعلومات خارج إطار ما جاء من أسئلة ، إلا أنه شدد على أن وزارة التربية والتعليم كان يمكنها أن تكتفي بإجراء أقل حدة من هذا العقاب الصارم الذي لا يتناسب مع السلوك الذي قام به الطالب.من جهته ، انتقد أحمد سيف الإسلام مدير مركز هشام مبارك للقانون هذا الإجراء ، مشيرا إلى أنه انتهاك لحرية الرأي والتعبير لأن هذا رأي خاص بالطالب ولا يتضمن سبا وقذفا لأحد .وأكد أنه حتى لو صح أن هناك سبا وقذفا فإن الجهة المناط بها التحقيق في هذا الأمر هي المحاكم وليست وزارة التربية والتعليم ، مشيرا إلى أن إجراء حرمان الطالب من أدار باقي الامتحانات فيه تعسف ومصادرة لحرية المواطنين في إبداء رأيهم.أما الدكتور عدلي عزازي الخبير التربوي وأستاذ طرق ومناهج التدريس فأعرب عن دهشته من قرار مديرية التربية والتعليم ، متسائلا : كيف تم اكتشاف هذه العبارة قبل انتهاء الامتحانات ، وهل تم ذلك بواسطة مراقب لجنة الامتحانات ، وهل من حق المراقب التجسس على ما يكتبه الطلاب.وشدد على أنه كان ينبغي ترك الأمر إلى لجنة التصحيح في النهاية لتأخذ هي الإجراء المناسب فيما فعله الطالب ، مستنكرا أن يصبح الهم الأول لمسئولي وزارة التربية والتعليم من موجهين ومراقبين ومدرسين تصيد أخطاء الطلاب.ووصف الدكتور عزازي ما فعلته مديرية التربية والتعليم بأنه يتنافي مع أبسط المبادئ التربوية التي تقوم على مبدأ التوجيه والإرشاد أولا ، إذ لابد للمدرس أو المرقب أن يوجه الطالب ويرشده أولا قبل اللجوء إلى أي إجراء عقابي ، فإذا لم يلتزم الطالب ويستجيب لهذه التوجيهات يمكن اتخاذ إجراء عقابي ضده بعد الفشل في تغيير مساره ، وخاصة أن الطالب لم يحدد شعبا معينا أو حاكما معينا في هذه العبارات ومركز ضحايا يستنكر ما حدث للطالب ويدعو الريس للتدخل فى هذه القضية ليبين للجميع ان مصرهى بلد الحريات والديمقراطية
.نقلا عن المصريون
0 تعليقات:
إرسال تعليق