بقلم: م. هيثم أبو خليل ...مدير مركز ضحايا لحقوق الانسان
كتبتُ في شهر يونيو العام الماضي قبل إعلان نتيجة انتخابات مجلس الشورى بيوم واحد مقالةً عن نتيجة الانتخابات كما ستُعلن في الصحف الحكومية، وجاءت النتيجة مطابقةً بصورة مذهلة لما توقَّعته؛ مما شجعني أن أتنبَّأ، وأتوقَّع نتيجة المحليات قبل الإعلان عنها بعدة أيام، خصوصًا أن الأمور في بلادنا مع النظام والحكومة الإلكترونية يمكن أن تكون نتيجة المحليات (copy) و(past) من انتخابات الشورى؛ لأن هذا النظام مصرٌّ على عدم عمل (refresh) للحياة السياسية في بلادنا، وهذا هو الفكر الجديد والـ(system) الجديد الذي قام النظام المصري بعمل (download) له؛ حتى يعمل (delete) نهائيًّا للإخوان المسلمين من اللعبة السياسية، وبدلاً من وجع الدماغ وتنزيل برامج (anti) إخوان مثل برنامج (تزوير 2000) أو (بلطجة 2005) لجأ النظام لحيلة خائبة، وهي تنزيل برنامج (filter) يمنع مرور أي ملف إخواني لمكتب التقديم والترشيح، وتم تصطيب النتيجة بدري بدري وعمل (save as) لها.
المهم نركز سويًّا في النتيجة، ونكتب هذه التوقُّعات مع بعض، وعندما تطلع النتيجة وتكون متطابقةً تكون لي الحلاوة.
وأحظى بالشهرة بأني مكشوف عني (windows)!!.
خذ عندك يا سيدي العناوين الرئيسية صباح يوم 9 أبريل:
ولقد قال الشعب كلمته..
إقبال جماهيري غير مسبوق على انتخابات المجالس المحلية.
إشراف القضاء على جميع المرحلة الانتخابية!!
(ما حدش واخد باله إن القضاء لا يشرف على المحليات إلا بصورة رمزية).
هدوء نسبي في المدن الرئيسية.. وإقبال شديد في القرى الإقبال في محافظات الوجه القبلي (الذي لا يراه أحد والمراسلون غير موجودين فيه) أكثر من محافظات الوجه البحري.
العملية الانتخابية تمت في هدوء ما عدا مجموعة من التحرُّشات من أنصار الجماعة المحظورة (الذين لم يتمكَّنوا من الترشيح أصلاً).
عدة صور مختلفة:
صورة لرجل مسنّ ومكتوب أسفلها: رغم كبر سنه حرص على الإدلاء بصوته، وصورة أخرى لمعاق على كرسي متحرك، مكتوب أسفلها: رغم إعاقته إلا أنه أصرَّ على الإدلاء بصوته، وصورة لتجمُّع كبير من السيدات القرويات، مكتوب أسفل منها: وكان وجود المرأة حاضرًا وقويًّا.
خلاف صور الرئيس والسيدة سوزان وعلاء وجمال مبارك والدكتور فتحي سرور وشيخ الأزهر والبابا شنودة وعدة ممثلين وفنانين ولاعبي كرة، ومكتوب أسفلها: حرص الشعب بجميع أشكاله وطوائفه على الحضور والإدلاء بصوته.
ولزيادة الإثارة والحبكة خبر يقول: حدوث مشاحنات واعتداءات في إحدى المحافظات بين مرشح الحزب الوطني وعناصر الجماعة المحظورة (رغم عدم وجود مرشح لهم هناك).
اعتداء أنصار المحظورة على أنصار الحزب الوطني، وقيامهم بإتلاف ممتلكات عامة وتعطيل المواصلات، وتم اعتقال عدد بسيط، حوالي 200 فقط ممن أثاروا الشغب!!.
وخبر آخر يقول: منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان راقبت الانتخابات، وأشادت بالأجواء النزيهة التي جرت فيها الانتخابات!!
وخبر صغير يقول: القضاء الإداري يوقف الانتخابات في عدة دوائر.
وعنوان آخر: وزارة الداخلية أمَّنت العملية الانتخابية بنجاح كبير.
أما الطبعات الثانية من هذه الصحف فقد انفردت بنتائج الانتخابات كالتالي: فوز كاسح لجميع مرشحي الحزب الوطني.. المعارضة والمستقلون يقتنصون عشرات المقاعد!!
عدد الذين أدلَوا بأصواتهم في انتخابات المجالس المحلية 14 مليونًا وثلاثمائة وواحد وعشرون ألف ناخب بنسبة 68.02% من إجمالي من يحقُّ لهم الانتخاب!! وجريدة أخرى من إياهم تنفرد بحديث للسيد صفوت الشريف يقول فيه: أظهرت نتيجة انتخابات المحليات وعْيَ الناخب والمواطن المصري وعدم انسياقه للشعارات الجوفاء التي تهدد الوطن والتي رفعتها قوى رجعية تلعب في الظلام (كفاية الحزب الوطني يلعب بأموالنا وبلادنا في النور)، وانحيازه للاستقرار والديمقراطية، ولشعوره بالإنجازات الهائلة التي يقوم بها الحزب الوطني (بصراحة كلنا شايفين أبسط الإنجازات طابور عيش في كل شارع).
جريدة أخرى ملاكي تشكر الست نعيمة لأنها قالت نعمين!! والست نزيهة لأنها قالت نعم عشرات المرات!!
فعلاً بلادنا بتتقدم بالحزب الوطني كل انتخابات في جديد.. مرة بالتزوير، ومرة بالبلطجة، ومرة بمنع الناخبين من الوصول للجان، وأخيرًا بمنع المرشحين من الترشيح أصلاً!!!
وكله (بالكانون)، و(بالدساطور)، وكل مهزلة وأنتم طيبون.
0 تعليقات:
إرسال تعليق