الحقوق العمالية بين مطرقة الفساد ،، وسندان الأسعار
في اطار الندوة التي نظمها مركز ضحايا لحقوق الانسان مساء الخميس بعنوان "الحقوق العمالية بين مطرقة الفساد ،، وسندان الأسعار" والتي حضرها العديد من القيادات النقابية العمالية وممثلي القوى الساسية، أكد أ / أسامة الكومي - رئيس النقابة المستقلة للضرائب العقارية بالأسكندرية - أن سبب تعنت الدولة تجاه موظفي الضرائب العقارية يرجع بالأساس الى الخوف من انتشار فكرة انشاء نقابات مستقلة، والتي بادروا بالسعي لتحقيقها، وهو ما يعد الحدث الأول من نوعه منذ ما يقرب من 60 عاماً. مشيراً الى أن النقابات الحالية تخلت عن دورها الحقيقي في الدفاع عن حقوق العمال وأصبحت خاضعة للسيطرة من قبل الجهات الأمنية.وتعجب الكومي من ممارسات جهاز مباحث أمن الدولة ضدهم والتحقيق معهم بسبب مناشدتهم رئيس الجمهورية، متسائلاً " أليس الرئيس مبارك رئيساً لمصر؟ أم أنه رئيساً لدولة أخرى؟؟".
في الوقت الذي أرجع فيه أ/ صلاح مبارك - عضو النقابة العامة للكيماويات سابقاً - فقدان النقابات العمالية مصداقيتها لدى العمال إلى استغلال القيادات النقابية مناصبهم للسعي للحصول على مناصب سياسية.
كما أشار مبارك الى دور أمن الدولة في الانتخابات العمالية سنة 2006 والتي حصل فيها أعضاء الحزب الوطني على معظم المناصب بالتزكية.
فيما ربط مبارك بين تدني أوضاع حقوق الانسان في مصر وتدني أجور العمال الذين يمثلون 80% من الشعب المصري، حيث يعيش أغلبهم تحت خط الفقر مما يؤدي الى حرمانهم من حق التعليم وحق الصحة وحق السكن، حيث تشير الاحصائيات الى ارتفاع نسبة الأمية في مصر الى 30 % - 40 % معظمهم من العمال، بينما يقطن ما يزيد عن 30 % من الشعب المصري في العشوائيات وهم أيضاً من العمال، بينما يوجد ما يقرب من 2 مليون من أطفال الشوارع وجميعهم من أبناء العمال.
وعلى جانب آخر هاجم أ/ يوسف شعبان - ممثل مركز الدراسات الاشتراكية - النظام الاقتصادي الرأسمالي ووصفه "بالمتوحش" مستشهداً بالأزمة الاقتصادية العالمية حالياً مشيراً الى توقعات بتسريح 60 % من العمالة في مصر خلال عام 2009 ، مؤكداً أن العودة للاشتراكية قد يكون حلاً مجدياً لمواجهة الأزمة الراهنة.
كما وجه شعبان اللوم للقوى السياسية لابتعادها عن تبني القضايا العمالية.
بينما دافع اللواء / محمد سعيد أيوب - نائب أمين عام حزب الجبهة الديمقراطية بالاسكندرية - عن القوى السياسية مؤكداً على أن سبب عدم التواصل مع قضايا العمال يرجع الى العمال أنفسهم، والذين يرفضون التعاون مع أي أحزاب أو حركات سياسية خوفاً من التهديدات الأمنية التي تتزايد بمجرد اقتراب أي حزب سياسي.
كم أشار أيوب إلى أن الدول الغربية تطبق النظام الرأسمالي وعلى الرغم من ذلك لا نجد التفاوت الرهيب في الدخول بين الفئات المختلفة مثلما يحدث في مصر
0 تعليقات:
إرسال تعليق